ان النظرية الاكثر شيوعا في علم الاحياء هي نظرية التطور او فرضية التطور
والتي تعني التغاير الجيني الذي يؤدي الى ظهور انواع جديدة من الكائنات الحية تختلف في البنية الجزيئية او العضوية او في الوظيفة او المظهر (١-٢)
هذا المفهوم يحدث بالفعل في جميع الكائنات الحية ولكن ليس بطريقة الطفرات الجينية العشوائية التي تضمنتها نظرية التطور التي لا تميز بين التغاير الجيني بالطفرات العشوائية والتغاير الجيني الوظيفي المعد مسبقا بطريقة تقوم بها نظم وجزيئات وبروتينات ضمن تركيب الكائنات الحية امثال نظام splicing , transposons and recombinations كما في تحديث بنية الجينات لإنتاج اجسام مضادة للفايروسات بعد الاصابة (٤-٩)
اي ان ما يسمى بالتطور ما هو الا عملية تكيف مقصود مسبقا بين الكائن الحي ومتطلبات البيئة التي يعيش فيها وليست طفرات عشوائية. وبهذا تكون نظرية التطور في الاصل هي نظرية التكيف
ومن الممكن تلخيص ملاحظات تثبت تعارض نظرية التطور علميا مع الدراسات والتطبيقات المختبرية وهي كالاتي
١. ان نظرية التطور تفترض ان الطفرات العشوائية في المادة الوراثية للأسلاف هي السبب في ظهور السلالات الاكثر تطورا
في حين اثبتت التجارب المختبرية والدراسات ان اكثر من ٩٩% من الطفرات في تركيبة DNA تنتج امراضا جينية و نقاط ضعف في جينوم الاجيال بدلا من تطويرها
٢. اعتبرت نظرية التطور ان كل انواع التغاير في الجين والمظهر هي امثلة تستشهد بها على صحة النظرية . وهذا غير صحيح من الناحية العلمية بسبب عدم تمييزها بين الطفرات العشوائية والتحديث الجيني الوظيفي (او التكيف الوظيفي)(١٠-١٢)
فالتحديث الجيني الوظيفي لا ينتمي الى نظرية التطور وانما هو مثال على الية التكيف المعدة مسبقا يقوم بها طقم معقد من البروتينات والمادة الوراثية امثال السبلايسيسوم والبلازميدات
ففي الاصل لا يمكن لنظرية التطور ان تفسر ظهور بروتينات التكيف الوظيفي بهذه الطفرات العشوائية في سلسلة القواعد النايتروجينية التي ثبت مختبريا انها غير كافية لإنتاج البروتينات النافعة بالإضافة الى انها تنتج بروتينات ضارة بنسبة اكثر من ٩٩%(١٣)
فيكون التكيف في فعالية واشكال الكائنات الحية هو بسبب بروتينات امثال transposon and spliceosome التي لا يمكن حدوثها بطفرات عشوائية
ومن الملاحظ ان نظرية التطور تقوم بإدراج الاشكال الجديدة الناتجة بطريقة التكيف المقصود واعتبارها امثلة على صحة نظرية التطور امثال التشابه بين الانواع المنتمية لنفس العائلة
٣. تعتمد نظرية التطور على التصنيف الموجود للكائنات الحية القائم على اساس النسبة المئوية للتشابه والتغاير في تركيب الجينات واشكال الكائنات الحية(١٤-١٨)
وهذا التصنيف
ا) لا يأخذ بالاعتبار الطريقة التي نتجت بها تلك التغيرات وهذا اهمال لأساس تعريف نظرية التطور لان التكيف لا ينتج انواعا جديدة وانما سلالة متكيفة لنفس النوع
ب) يصنف ان النوع الجديد من الكائنات الحية على اساس الاختلاف الكمي وليس الاختلاف النوعي فيعتبر كل سلالة مختلفة بنسبة حوالي ٥% من الجينوم او مظهر هي نوع جديد يندرج ضمن التصنيف
في حين قد نجد ان الاختلاف بنسبة اقل من ١ بألاف يعني تغيرا جذريا ونوعا حقيقيا كما ان نسبة التشابه الجيني بين الانسان وذبابة الفاكهة الدروسفيلا يصل الى ٦٠% (١٩ ، ٢٠)
ان تعريف ظهور نوع الجديد من الكائنات الحية يعتمد على شروط
ا. لابد ان يتشكل او يحذف جين واحد او اكثر جديد كليا في تركيبة الجينوم للسلالات القادمة والا فان التحوير الجزئي بالطفرات على DNA الصامت لا ينطبق على مفهوم النوع المختلف وانما هي سلالة بطفرة وراثية جديدة
ب. يشترط في مفهوم التطور حدوث التغاير الجيني بالطفرات الوراثية واما التغاير الجيني الذي يصنعه نظام جزيئات التكيف لا ينتمي لمفهوم التطور العشوائي ولا ينتج جينات جديدة وانواعا جديدة وانما ينتج تكيفا جديدا لنفس النوع
ج. يشترط في مفهوم التطور انسجام وتناسب بين الجينات الجديدة والجينات الاصيلة والا فهذا يعني ظهور الامراض والاضرار وتدهور التركيب وانقراض النوع
ووفقا للعديد من الدراسات وتجارب قياس مولارية القواعد النايتروجينية او الاحماض الامينية المطلوبة فان امكانية تشكل جين واحد او بروتين وفق تلك الشروط هو حدث غير ممكن من الناحية التطبيقية (٢١)
٤. ان نظرية التطور لا يمكنها ابدا تفسير نشوء الجزيئات الحياتية abiogenesis من الجزيئات العضوية اللاحياتية.
والحقيقة ان مؤثر التصميم الذي شكل الانظمة المنسجمة من الجزيئات البروتينية والجينية هو نفسه مؤثر تصميم بروتينات التكيف الوظيفي التي تنتج كائنات حية كفؤة تتأقلم مع التحديات البيئية وهذه ليست احداث عشوائية كما تصورها نظرية التطور وانما صناعة بتصميم فائق الذكاء
٥. بعد استثناء جزيئات التكيف الوظيفي امثال spliceosome and plasmids تبقى عند نظرية التطور عوامل محدودة لتفسير حدوث التغير الجيني في الاسلاف
وهذه العوامل هي الطفرات الجينية الذاتية والطفرات المحفزة بالحرارة او الاشعاع او الطفرات المحدثة بالكيميائيات الفعالة امثال الهاليدات العضوية والنايتروزات والايبوكسي والمؤكسدات والفنيلات (٢٢-٢٨)
وحسب الدراسات والمصادر ادناه فان كل تلك العوامل تؤدي الى الضرر والامراض والانحدار وهي مظاهر تدهور وليست مظاهر تطور
ومن خلال التجارب والمراجعات يمكننا تبني الاستنتاج الاولي ان
ا. نظرية التطور هي في الاصل اشتباه في تفسير عملية التكيف الذي تتصف به جينات ومظاهر الكائنات الحية
ب. لايوجد تولد لانواع جديدة وانما قد تنقرض الانواع او تتكيف الى تغيرات جينية وتكيفات وظيفية ومظهرية بطرق معدة مسبقا وغير خاضعة لمفهوم التطور
وحينما تشاهد (نظرية التطور) تلك السلالات يحدث الاشتباه بتشكل انواع جديدة بالألية العشوائية
ا.د. حسين عبد الكاظم
م. د. حيدر شهيد قسام
م. كرار كريم جعين
م. عز الدين عامر سعيد
كل التقدير والاحترام للجهود العلمية للكادر التعليمي في جامعة الكوفة وخاصة كلية الطب للجهود العلمية والتنوع المعرفي العلمي وكل الشكر للدكتور حسين عبد الكاظم وبقية الأساتذة المحترمين